قال فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إن الجامعة رفضت التوقيع على الوثيقة التي تمنح للاتحاد الإفريقي «كاف» بيع حقوق النقل التلفزيوني التي يملكها بشكل جماعي، لأن الجامعة سجلت وجود مجموعة من الملاحظات حول الوثيقة والعقد الموقع مع المجموعة الفرنسية «سبور فايف»،ولم يكن ممكنا حسب قوله منح التفويض لـ»الكاف».
وأوضح لقجع في حوار أجرته معه «المساء» أن هناك ملاحظات شكلية وأخرى جوهرية، وبخصوص الأولى قال:» لقد قام مسؤولو «الكاف» بعرض الوثيقة على ممثلي الاتحادات وطلب منهم التوقيع عليها في أقل من نصف ساعة، وهذا غير مقبول». وبخصوص الملاحظات الجوهرية، قال «إنها تتعلق بعدم الإعلان عن طلب عروض واختيار مجموعة «سبور فايف» دون غيرها، فضلا عن توقيع عقد يمتد لـ12 سنة، علما أن «الكاف» سيعقد مؤتمره بعد عام ونصف، ومن الناحية النظرية قد يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي رئيس جديد». واعتبر لقجع ذلك بأنه «غير معقول ويجعل قارة بأكملها رهن تصور رئيس قد يغادر كرسي «الكاف». وبخصوص اختيار فريق الرجاء للمشاركة في كأس شمال إفريقيا رغم أنه حل في المركز الثامن، قال لقجع إن فريق الوداد هو الذي كان سيشارك في هذه البطولة، بيد أنه اعتذر لالتزامه بكأس السوبر المغربية الإماراتية، مشيرا إلى أن مسؤولي شمال إفريقيا هم الذين اقترحوا مشاركة الرجاء لأنه يحظى بشعبية كبيرة وسيضمن حضورا جماهيريا كبيرا، لكن لقجع وصف هذه الدورة بأنها «تجريبية»، معترفا في الوقت نفسه بأن الاختيارات يجب أن تكون وفق معايير واضحة، وهو ما قال إنه سيبدأ انطلاقا من الدورة بعد المقبلة.
– رفضتم في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التوقيع على الوثيقة التي تخول للاتحاد الإفريقي بيع حقوق النقل التلفزيوني التي يملكها «الكاف» بشكل جماعي، ما هي خلفيات هذا الرفض؟
< رفضنا التوقيع لمجموعة من الاعتبارات، فمن ناحية الشكل كان «الكاف» يعقد اجتماعاته بزيوريخ بسويسرا، قبل أن نفاجأ بمسؤولي الاتحاد الإفريقي وهم يوزعون على ممثلي الاتحادات القارية وثيقة من أجل التوقيع عليها في ظرف زمني لا يتعدى النصف ساعة، وبالطبع فمن الناحية الشكلية هذا الأمر لا يستقيم، لأن المفروض أن يتم تسليمنا المشروع لدراسته وإبداء الملاحظات عليه في مدة زمنية معقوة، خصوصا أن الأمر يتعلق بحقوق النقل التلفزيوني، ولهذا المجال تقنيوه والمختصون فيه الذين يجب الاستشارة معهم من أجل التوصل إلى أفضل صيغة لبيع هذه الحقوق.
إذا نحن انتقلنا من الشكل إلى الجوهر، فبالتأكيد سنجد أن الاتحاد الإفريقي يريد من الاتحادات الكبيرة في القارة الإفريقية أن تتنازل لفائدة الاتحادات الفقيرة عن جزء من حقوقها، هذا الأمر يمكن مناقشته كمبدأ عام، لكن يجب ألا يطرح فقط عندما يتعلق الأمر بحقوق النقل التلفزيوني، بل يجب أن يناقش في شموليته، وهنا مربط الفرس، ثم هناك ملاحظة تتعلق بأن صفقة بيع حقوق النقل التلفزيوني لم تطرح في إطار طلبات عروض، فلماذا يتم بيعها بالتحديد لمجموعة «سبور فايف» وليس مجموعة أخرى، ولماذا يمتد العقد لـ12 سنة، وليس أقل من ذلك، علما أن «الكاف» سيعقد مؤتمره في سنة 2017، ونظريا يمكن أن يصعد رئيس جديد، فلماذا على الرئيس الحالي أن يفرض توجهه لـ12 سنة قادمة ويرهن «الكاف» ويرهننا معه.
– بالإضافة إلى المغرب رفضت جنوب إفريقيا والجزائر التوقيع أيضا على هذه الوثيقة، هل كان هناك تنسيق بينكم؟
< لا، لم يكن هناك أي تنسيق بيننا وبين هذين الاتحادين، بيد أنهما أيضا كانت لهما نفس الملاحظات، مما دفعهما إلى عدم التوقيع.
– ما هي الخطوات التي يمكن أن تلجؤوا إليها إذا بقي الوضع كما هو عليه؟
< لا أعتقد أن الأمور ستظل كما هي عليه، ومن المرجح أن الاتحاد الإفريقي سيناقش مع كل بلد على حدة، وبعدها فلكل حادث حديث لأننا في جميع الأحوال لا يمكن أن نظل مكتوفي الأيدي.
– أثار اختيار فريق الرجاء البيضاوي للمشاركة في كأس شمال إفريقيا الكثير من الجدل، خصوصا أن الفريق أنهى الموسم في المركز الثامن، فما الذي دفعكم كجامعة إلى اختيار الرجاء؟
لقد بدأ النقاش بخصوص هذا الموضوع بزيوريخ بسويسرا مع مسؤولي اتحاد شمال إفريقيا على هامش مؤتمر «الفيفا»من أجل إعادة إحياء هذه البطولة، قبل أن يتواصل بعد ذلك، وبما أن البطولة ستقام في المغرب فقد كان رأي المسؤولين هو ضرورة مشاركة فريق له شعبية كبيرة من أجل ضمان حضور الجمهور والتسويق الجيد لهذه البطولة، وهنا طرح اسم الوداد بما أنه حامل لقب المغرب، لكن تبين في ما بعد أن الوداد لا يمكن له المشاركة بسبب التزامه بخوض نهائي كأس «السوبر» المغربية الإماراتية أمام فريق العين، وهنا تم اقتراح الرجاء من طرف مسؤولي شمال إفريقيا، بحكم جماهيريته، ولأنهم يريدون أن يكون الطرف المنظم ذز قاعدة كبيرة، حتى يروا على أرض الواقع كيف يمكن لهم تسويق هذه البطولة وجلب مستشهرين..
– لكن اختيار ممثل المغرب تم دون معايير رياضية ومن شأن ذلك أن يضرب مبدأ التنافس الشريف، وأن يكون له تأثير سلبي على الدوري؟
< لقد تحدثنا عن ضرورة أن تكون هناك معايير واضحة يعرفها الجميع لاختيار الفرق المشاركة، لذلك يمكن اعتبار الدورة التي ستجرى بالمغرب تجريبية، والدليل أن القيمة المالية للفائز بالمركز الأول لن تتجاوز 50 ألف دولار، لكن اختيار الفرق المشاركة بدءا من الدورة التي ستلي هذه التي ستقام بالمغرب سيكون وفق معايير واضحة يضعها اتحاد شمال إفريقيا، وهو ما سيتم دراسته.
– اختتمت منافسات الموسم الكروي، ما هو الجديد الذي سيحمله الموسم المقبل؟
< هناك اليوم لجنة قانونية تعكف على وضع مجموعة من الأمور وتوضيحها من أجل انطلاقة جيدة وضمان المضي في خط تصاعدي، ذلك أن هناك العديد من القرارات التي سيتم اتخاذها وإبلاغ الفرق بها عبر مذكرات، والهدف دائما تخليق الممارسة وأن تكون هناك بيئة عمل صحية.
– هل يمكن أن تعطينا أمثلة حول بعض هذه القرارات؟
< مثلا التعامل بالكمبيالات، لن نقبل من الآن فصاعدا أن تتعامل الفرق بها، لأنه في حالة حصول نزاع فمن يجب أن تفصل فيه المحكمة التجارية، على الفرق أن تتعامل بالتحويلات البنكية أو بالشيكات، أيضا لجنة مراقبة مالية الأندية ستباشر عملها، ونحن في الطريق إلى عدم السماح لأي فريق عليه ديون أو لديه ملفات في لجنة النزاعات بانتداب اللاعبين، فليس مقبولا أن نتوصل شهريا بحوالي 40 ملفا متعلقة بالنزاعات، دور الجامعة تنمية كرة القدم، وليس حل النزاعات فقط.
– ومتى ستعقدون جمع عام الجامعة؟
< نحن بصدد التحضير لعقده، فكما تعلمون مازلنا في مرحلة انتقالية، إذ لم يتم إكمال هياكل الجامعة من خلال تمثيلية الهيئات، لذلك سنعقد يوم الخميس المقبل بالصخيرات لقاء الهدف منه وضع جدولة زمنية لانتخاب ممثلي الهيئات وفق ضوابط واضحة حتى يتسنى لنا عقد الجمع العام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق