done

الأربعاء، 24 يونيو 2015

مواجهات بالأسلحة النارية تسقط الرماش وتهوي ببورصة الحشيش

مواجهات بالأسلحة النارية تسقط الرماش وتهوي ببورصة الحشيش
المساء | الرأي الحر والخبر اليقين

في سنة 2003 شهدت مدينة الفنيدق الساحلية مواجهات شرسة بالأسلحة النارية بين عصابتين، وهو ما عجل بسقوط عدد من كبار بارونات التهريب الدولي للمخدرات، فأصيبت بورصة الحشيش بانهيار حاد، هوى معه سعر الكليوغرام من مسحوق الشيرا الخالص المعروف بـ»الطبيسلة» من 7000 آلاف درهم إلى 1500 درهم.
المواجهة وقعت تماما كما يحدث بين «كارتيلات» المخدرات في أمريكا اللاتينية من استعمال مكثف للنيران، ومطاردة بين السيارات، وملاحقة لبعض المهاجمين، قبل مداهمة مستشفى للبحث عن بعض الجرحى قصد تصفيتهم، مما جعل المغرب يهتز، وتفتح السلطات بالمنطقة أعينها، رغما عنها، بعد أن ظلت متعامية لمدة طويلة عما يجري من نشاط محموم لتهريب المخدرات بين الضفتين، ومن تبيض لأموالها القذرة في مشاريع بمدن الشمال.
واقعة إطلاق النار، التي استنفرت جميع أجهزة الدولة ومسؤوليها، عجلت باعتقال منير الرماش، أحد أبرز مفاتيح عالم المخدرات بالمغرب، بعد أن وقع في قبضة الأمن، ليتحول التحقيق إلى نهر جارف سحب معه عدد من كبار المسؤولين في الدرك والأمن والقضاء والجمارك، أحيلوا جميعا على محكمة العدل الخاصة. كما حصد البحث رأس إمبراطور المخدرات الشهير الشريف بين الويدان.
قبل واقعة إطلاق النار، كان الرماش الشاب الفقير، الذي بدأ حياته بائعا للسجائر بالتقسيط، يتحكم في جزء مهم من إمبراطورية الحشيش بالشمال، ويعد اسما بارزا ضمن عالم المخدرات بين المغرب و أوروبا، بعد أن تمكن من خلق شبكة كان تعمل بشكل مكثف بواسطة زوارق مزودة بمحركات نفاثة تنقل عشرات الأطنان من الحشيش بكل حرية، بعد أن فضل المسؤولون أن يديروا ظهورهم لما يحدث، وأن يكتفوا بعدّ رزم الأموال التي كانت تصلهم من الرماش.
كثافة النيران التي استعملت وطبيعة الأسلحة جعلتا جميع الأجهزة الأمنية تسارع إلى اعتقال الرماش، الذي وقع بالفعل في قبضة الأمن بعد محاولة هرب لم تدم طويلا، فخضع لتحقيق كشف معطيات خطيرة حول مدى اختراق شبكات المخدرات لعدد من مؤسسات الدولة، رغم ما تم الترويج له رسميا بعد حملة التطهير التي أعقبت نشر تقرير المعهد الجيوستراتيجي حول تجارة المخدرات بالمغرب.
لم يكن الرماش وحده من سقط بعد هذه الواقعة، فالتعليمات التي صدرت من جهات عليا كانت واضحة، وأمرت باعتقال جميع المتورطين. لذا تم اعتقال غريم الرماش والطرف الثاني في المواجهات بالأسلحة النارية، ويتعلق الأمر بمراد بوزياني، وهو ما جعل باقي بارونات المخدرات يحبسون أنفاسهم من أن يتحول الأمر إلى نسخة ثانية من حملة التطهير، في حين فضل بعضهم اختصار الوقت ليتسللوا خارج المغرب.
بعد اعتقال الرماش شعر عدد من سكان المنطقة ممن كان لهم احتكاك مباشر معه بالصدمة والحزن. فرغم اقتران اسمه بعالم الجريمة والمخدرات، فإن عطفه على الفقراء جعله يحظى بشعبية كبيرة، خاصة بالأحياء الشعبية، مما خول له القدرة على التحكم في التوازنات السياسية بالمنطقة من خلال الحسم في أسماء الناجحين في الانتخابات والمرشحين لها من خلال منح التزكية، وهو ما جعل التحقيق يمتد إلى بعض المنتخبين، إلى جانب قضاة ورجال أمن ودرك وجمارك جرفتهم المحاكمة، فوجدوا أنفسهم رهن الاعتقال بتهم ثقيلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق